نميز فى تاريخ اللغة العبرية فى العصر الحديث بين ثلاث فترات رئيسية يصعب تحديد تواريخ فاصلة ودقيقة بينها وهى: فترة الهسكالاة (التنوير) والتى حدث فيها التطور الجديد للغة العبرية لكنها بقيت لغة للكتابة فقط. الفترة الوسطى والتى تحولت فيها اللغة من لغة كتابة الى لغة حديث. الفترة الحديثة التى تحولت فيها اللغة الى لغة كتابة وحديث.
فتـرة الهسكـالاة
تعتبر فترة الثمانينات من القرن الثامن عشر بداية عصر جديد فى تاريخ اللغة العبرية، حيث نشأ بعدها أدب عبرى جديد علمانى مكتوب بلغة العهد القديم. وأدباء ذلك الأدب هم المتنورون "المسكيليم" والتى بدات حركتهم فى وسط اوربا فى المانيا (1780-1820) وانتقلت بعدها الى المجر والتشيك وإيطليا وغيرها من البلدان (1820-1850) ووصلت الى ذروة تطورها فى شرق أوربا وروسيا وبولندا (1850-1881).
عارض المسكيليم اللغة العبرية الحاخامية كمعارضتهم لليهودية الحاخامية، فكانت فى نظرهم لغة فاسدة ومشوشة، ووجهوا نشاطهم الأساسى فى إحياء لغة العهد القديم التى اعتبروها العبرية الأصلية النقية من أية شوائب وتشويش فى القواعد وأى خلط فى طرق التعبير بتأثير المصادر المتأخرة.
حاول بعض الأدباء فى القرن التاسع عشر، خاصة فى شرق أوربا مثل أبارهام مابو (1808-1867)، بيرتس سميـلانسكى (1842-1855)، إسحق ارتر (1791-1851) وغيرهم، كتابة أعمالهم بعبرية العهد القديم فقط. غير أنه ما إن اتسعت دائة اهتمامات كتاب حركة الهسكالاة وانتاجهم لتشمل الفلسفة والبحث ودراسة العهد القديم والنحو وعلم اللغة وتاريخ إسرائيل والشعوب، لم يستطع الكتاب قصر كتاباتهم على عبرية العهد القديم فقط واضطروا الى الاحتياج لأسس لغة חז"ל كما لم يمتنعوا عن استخدام لغة العصر الوسيط وبعض أسس لغة الصلوات من منطلق الحاجة الى روافد المختلفة للغة. ساهم مثقفوا القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فى تطور اللغة العبرية وتجديدها. من أبرز المجالات التى ساهم فيها المسكيليم (المثقفون، المتنورون): النحو العبرى وإثراء الثروة اللغوية العبرية.
أما فيما يخص المجال الأول فقد وجه "المسكيليم" اهتمامهم الى النحو والقواعد حيث حاولوا تأسيس النحو العبرى بشكل عام واللغة العبرية على اساس نظرية "تركيب" لغة العهد القديم. أما المجال الثانى الذى يبرز فيه اسهام المثقفين فهو إثرائ اللغة العبرية والرغبة فى الكتابة عن موضوعات جديدة لم يتطرق اليها العهد القديم ولقد دقعهم ذلك الى خلق مصطلحات جديدة لم تكن موجودة فى لغة الذين سبقوهم. أصبح بعض المصطلحات التى ظهرت فى عصر الهسكالاة دارج فى اللغة ولم ينجح البعض فى ذلك. ومن الكلمات التى لم تستقر فى اللغة: אָרְחָן (مُضيف)، בַדְיָן (كاتب)، בַיְתָן (رجل اقتصاد)، גִפָרון (كبريت)، גַרְיָן (محب)، דַפָס (طبَّاع)، לושֵן (عالم لغة)، חֶרֶט (أسلوب)، מִבְדֶה (رواية)، מַדְפֵס (مطبعة)، מַעֲשיון (نكتة)، רַעֲיָן (متشائم)، שַאֲלָנִי (كثير السؤال)، תִזְמונֶת (فـرصة)، תַלְהובָה (حماس)، תליאות (ارتباط) وغيرها.
استخدم المسكيليم عدة وسائل لتوسيع استخدام اللغة العبرية فى فترة الهسكالاة:-
1-إيجاد كلمات جديدة من خلال استخدام كلمات قديمة واستخدام جذورهاا من خلال اضافة حروف اليها مثل: אטיות, אנוכיות, דברנות, התאבקות, טבעי, לקקן, מבוך, עצלות, רעבתנות, רצינות...
2-إيجاد كلمات من خلال محاكاة أوزان أسماء مقرائية ومشناوية مثل: מַרְגֵמָה, מַדְגֵרָה, דַחַף, דַוָר, תַעֲרוכָה, מְנָיָה...
3- توسيع معانى الكلمات القديمة مثل: ביקורת (فى العهد القديم بمعنى فحص وعقاب) חשמל (فى العهد القديم نوع من العادن)، כתובת (فى العهد القديم بمعنى حروف مكتوبة).
4-إيجاد مصطلحات من خلال ضم كلمتين: ימי הביניים, ממְסִילַת בַרְזֵל, תַפוחֵי אַדָמָה, יַם תִיכון, נְקודַת רְאות...
5-استخراج افعال من الأسماء مثل: הִדְרִיג, הִרְדִים, הִצְטַנִעַ, תִלְתֵל...
6-اشتقاق كلمات جديدة ومن الاشتقاق ينتج تشابه بينها وبين الكلمات الأجنبية مثل חולירע فى اللغات الأوربية Cholera ، פרטי-כול Protocol ، בובה Puppe.
7-استعارة معانى جديدة لكلمات مشابهة صوتياً لكلمات أجنبية مثل: מְכונָה (فى العهد القديم מסד أى شئ مستقر) وهى تشبه كلمة Machine. فى اللغات الأوربية أخذت الكلمة معنىً معاكس تماماً. שֶלֶט (فى العهد القديم מָגֵן) من كلمة schild الألمانية ولقد أخذت الكلمة معنى لوحة.
الفترة الوسطى
مع كل الاسهامات التى ساهم فيها المسكيليم من أجل توسيع الثروة اللغوية العبرية وإحيائها، ومع نضال بعضهم من أجل تحويل لغة المشنا وباقى روافد اللغة الى مصادر شرعية لتطور اللغة (إسحاق ساطانوف 1732-1844)، (مناحيم لابين 1749-1826)، (موشيه شولبويم 1835-1918) ومع الطموح والرغبة فى فرض اللغة العبرية على الجماهير، لم ينجح لمثقفون فى وضع أسس لتحويل اللغة العبرية من لغة كتابة وانتاج الى لغة حديث.
بدأ عدد كبير من كتاب الهسكالاة فى النظر الى تركيب اللغة (مندلسون 1729-1786، بن زئيف 1764-1811 وغيرهما) ومحاربة شوائب اللغة وتنقيتها، لكنهم لم ينجحوا فى مزج روافد اللغة المختلفة فى لغة موحدة.
من العيوب الأساسية التى صاحبت نشاط كتاب حركة الهسكالاة من أجل توسيع اللغة العبرية وإحيائها واستخدامها: عدم الحرص على وحدة الأسلوب، خلق كلمات ليست من روح اللغة والذوق الرفيع. كان أسلوب كثير من كتاب الهسكالاة ومفكريها الأسلوب المنمَّر الذى يحتوى على فقرات وأجزاء فقرات من العهد القديم وأحياناً من العهد القديم والمشنا أو روافد لغوية أخرى ضمت الى بعضها البعض دون أى اتجاه الى مزجها الداخلى. نجح عدد قليل من الكتاب فى المساواة فى الاسلوب الموحد الجميل. كما لم ينجح المسكيليم فى تجديد الكلمات وأشتقت أحياناَ كلمات لا توافق روح اللغة وذوقها والاتجاه الى خلق مفاهيم جديدة، والتطلع الى توسيع قدرة اللغة فى مجالات جديدة خاصة الرغبة فى رفع لواء اللغة أمام الآخرين لإثبات أنها مساوية فى قدرتها للغات الأخرى. أدى كل ذلك الى خلق كلمات لم تترسخ فى اللغة بل لم تصمد حتى فى فترة الهسكالاة نفسهاا مثل: נשים באוהל (راهبات)، ארון נגן (بيانو)، בָתֵי עיניים (نظارة)، עט עופרת (قلم رصاص)، ولقد اختفت كل هذه الاستخدامات كأن لم تكن.
من الواضح أن لغة المسكيليم لم تحتوى على أسس تحويلها الى لغة حديث، إلا أن اللغة العبرية كانت فى حاجة الى مرحلة أخرى تمتزج فيها روافد اللغة المختلفة حتى تصبح لغة واحدة. ولقد عمل فى هذا الاتجاه عدد من الكتاب والمفكرين أهمهم مندلى موخير سفاريم (ش.ى. أبراموفيتش 1835-1917) فى مجال الأدب وأحاد هاعام (أ.د. جرينتسبرج 1856-1927) فى الصحافة والأدب.
مندلى موخير سفاريم وأعماله
أطلق بياليك على مندلى موخير سفاريم (ش.ى. أبراموفيتش 1835-1917) لقب "خالق الصيغة" وقصد بذلك ان الكاتب الكبير هو الذى خلق أنماط اللغة التى يجب أن يتبعها الأدباء الذين يكتبون باللغة العبرية.
لا ترجع أهمية عمل مندلى الى كتاباته فقط لكن إبداعه أسلوباً عبرياً جديداً امتزجت فيه اسس كل روافد اللغة المختلفة فى لغة موحدة. الحق يقال فى أن مندلى مثل سائر المسكيليم قبله كانت لغة العهد لاقديم هى أساس لغته لكنه عرف جيداً كيف يمزج بصورة صحيحة الكلمات واللهجات والصور النحوية من روافد اللغة المختلفة، ولم تكن الفقرة أساسية لديه لكن الكلمة المفردة، ولم تشتق الكلمة من مصدرها لكن من معناها ومدى توافقها مع السياق الورادة فيه.
من هذه الناحية نجح مندلى فى خلق لغة مركبة كل المصادر اللغوية مفتوحة أمامها. كان تأثير مندلى على الكتاب والمفكرين فى عصره وما بعده كبيراً جداً وبدا الكثيرون فى استخدام اللغة المركبة على غرار لغة مندلى.
احتلت هذه اللغة مكان بقية روافد اللغة: الشعر، العلم، الأدب الصحفى، وبقية المجالات التى احتاجت اليها اللغة العبرية. كانت اللغة المركبة، التى كان مندلى من أوائل مبدعيها، هى اللغة المناسبة كى تكون لغة الحديث. ولقد عمل فى هذا الاتجاه كثير من المفكرين أشهرهم إليعازر بن يهوذا.
أحاد هاعام (1856-1927)
اسمه الحقيقى (اشر تسفى جينسبورج) ولد فى مدينة سكويرا بأوكرانيا – عاش فترة كبيرة من حياته فى أوديسا من 1886-1907، لندن 1907-1921، فلسطين 1922-1927.
نشر أحاد هاعام الكثير منالمقالات حول المشكلات اليهودية واليهود بشكل عام والصهيونية ومشكلاتها بشكل خاص. جمعت هذه المقالات فى كتاب بعنوان "על פרשת דרכים" "فى مفترق الطرق". ولقد اهتم مقالان منهم بمسالة توسيع اللغة العبرية ونحوها. يستنتج من المقال الأول أن أحاد هاعام اعتقد أن تطور اللغة وتوسيعها لن يتم بتجديد مصطنع للكلمات لكن فقط من خلال تطوير الفكر وتجديده. يرى أحاد هاعام أن ذلك هو الذى سيساعد بشكل صحيح توسيع اللغة العبرية، بكلمات جديدة وتطويرها بطرق صحيحة. وفى المقال الثانى تتطابق استنتاجات أحاد هاعام حول العلاقة بين تطوير الفكر وبين تطوير اللغة والاستنتاجات التى استنتجها فى المقال الأول. أما فيما يخص قواعد اللغة العبرية ودور النحاة يقول أحاد هاعام أن على النحاة أن يمنعوا الأخطاء اللغوية لكن ليقوموا بدورهم على أكمل وجه عليهم أولاً أن يضعوا كتاباً فى النحو ليس للغة العهد القديم فقط أو لغة المشنا لكن كتاب قواعد يتطرق الى اللغة العبرية بشكل عام. وعلى النحو أن يضم قواعد موحدة تشمل فى طيها الضرورى فى كل الأساليب اى كل ما أصبح مستخدماً وكذلك عليهم أن يضعوا فى الاعتبار تطور اللغة مما يوافق احتياجات العصر. لا يقتصر الاسهام الرئيسى لأحاد هاعام فى تطور اللغة العبرية على آرائه المتضمنة فى المقالين لكن فى كل المقالات التى كتبها حيث أن مقالاته مبنية بشكل سهل ولها اسلوب أصيل ومكتوبة بلغة مختلطة مزجت بشكل طبيعى كل روافد اللغة العبرية.كان لتلك المقالات الأثر الكبير فى خلق أسلوب صحفى فى إسرائيل.
نشاط إليعازر بن يهوذا (1858-1922)
الشخصية المركزية التى عملت على تحويل اللغة العبرية من لغة كتابة وانتاج أدبى الى لغة حديث هى إليعازر بن يهوذا. أول مرة ذكر فيها آرائه حول تحويل اللغة العبرية الى لغة حديث كانت فى مقاله "שאלה לוהטת" الذى نشر فى جريدة "שחר" التى يحررها بيرتس سمولنسكن. يثبت بن يهوذا فى هذا المقال أن هناك علاقة وطيدة بين إحياء شعب إسرائيل فى أرضه وبين تحويل اللغة العبرية الى لغة حديث. لم يكتف بن يهوذا بهذا المقال أو بمقالات أخرى كتبها فى فترة وجوده فى مدينة باريس، حيث درس هناك الطب ومن أجل تحقيق مشروعه قرر الهجرة الى فلسطين. وفى عام 1881 وصل بن يهوذا الى فلسطين واستقر فى القدس. وعندما وصل الى هناك قرر أن تكون لغة الحديث فى أسرته العبرية فقط. وفى فلسطين واصل كفاحه من أجل تحويل اللغة العبرية من لغة كتابة الى لغة حديث، ولتحقيق ذلك استخدم بن يهوذا فى البداية الصحافة، ومع وصوله الى فلسطين وتعيينه محررا فى صحيفة "חבצלת". بعد فترة أسس الجريدة الأسبوعية "הצבי" التى أخذت أسماء مختلفة مع مرور الوقت وأصبحت صحيفة يومية واستمرت حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
واصل بن يهوذا نشر أفكاره حول إحياء اللغة العبرية من خلال الصحيفتين. أما المجال الثانى الذى اعتبره بن يهوذا حيوياً من أجل تحقيق مشروعه، هو المدرسة حيث كان من السهل أن يُعين مدرساً ووافقت ادارة المدرسة أن تكون لغة الدراسة فيها العبرية لكنه اضطر الى التوقف بعد بضعة شهور لتدهور حالته الصحية. كما أسس بن يهوذا عام 1889 رابطة باسم "שפה ברורה" (لغة واضحة)، هدفها الأساسى نشر تعليم اللغة العبرية والحديث بها بين يهود فلسطين.
عمل بن يهوذا كثيراً، كصحفى، من اجل تحقيق مشروعه، ولقد احتاج فى هذه الوظيفة الى مصطلحات جديدة بالعبرية وكان خلقها ضرورة واقعية بعد أن زاد استخدام العبرية بين السكان اليهود فى فلسطين ومن أجل إثبات أنه يمكن استخدام العبرية فى شتتى مجالات الحياة. ارتبط بن يهوذا بهذه المهمة وبدأ البحث عن مصطلحات فى الأدب العبرى القديم والمصطلحات التى لم يجدها فيه اضطر الى استخدام مصطلحات خاصة به. فقد استحدث كلمات كثيرة وصلت الى 250 كلمة أو أكثر. معظم الكلمات التى استخدمها بن يهوذا كلمات من الحياة اليومية حيث كانتت ضرورية فى اللغة لذلك درج جزء كبير منها فى اللغة ومنها: אדיב, אדיבות, אדיש, אדישות, אהדה, אקדח, גלידה, גמיש, גמישות, הפתעה, התעניינות, זמרת, חיל, כרובית, מברק, מברשת, מגבת, מגהץ, מדרכה, מטריה, מכללה, מלון, ממנוי, מסעדה, ממעין, מעצמה, מפוחית, מקלחת, משרד, נגריה, נזלת, נקניק, עקיבות, עתון, רכבת, רציני, שעון, תאורה, תגלית, תזמורת, תכשיר, תפנית, תסבוכת, תצפית...
نشر بن يهوذا فى البداية الكلمات التى أوجدها والمستحدثة على صفحات الجرائد "חבצלת" , "הצבי" لكن اقترح عليه بعض المثقفين من القدس أن يصدر قاموساً عبرياً صغيراً. ولقد اتسع ذلك القاموس مع الوقت ليصبح القاموس العبرى الشامل الذى اشتمل على كلمات من كل مصادر اللغة العبرية بداية من أدب العهد القديم ونهاية بأدب الهسكالاة. وعمل بن يهوذا فى القاموس على مدى ثلاثين عام من حايته، حتى وفاته عن عمر 64 سنة وكان قد اتم خمسة أجزاء ورتب الجزء السادس وحرر الجزء السابع وجهز مادة بقية الأجزاء التى أتمها من بعده נ.ה. טור סיני , מ.צ. סגל. وفى عام 1958 صدر القاموس.
إيتامار بن أفى איתמר בן אב"י 1882-1943
هو ابن إليعازر بن يهوذا، ولد فى القدس ويعتبر أول طفل فى العصر الحديث يتحدث العبرية منذ مولده.
عاد بعد اتمام دراسته فى باريس وبرلين الى فلسطين عام 1904 وعمل صحفياً وساعد والده فى تحرير صحيفتى "הצבי" , "האור". بقى مع أسرته فى الولايات المتحدة، أثناء الحرب العالمية الأولى، وفى عام 1915 عاد الى فلسطين واسس صحيفة يومية باسم "דואר היום" كما حرر منذ عام 1924 صحيفة أسبوعية إنجليزية يهودية فى القدس، كما عمل مراسلا لبعض الصحف الانجليزية والفرنسية.
نشر إيتامار بن أفى فى حياته عددا كبيراً من المقالات والقصص والأشعار، استحدث فيها كلمات كثيرة لكن جزء بسيط منها هو الذى درج فى اللغة العبرية منها: אלחוט, אלחט, ביות, דליק, חדיש, חממה, כנות, מברקה, מדינאי, מכונית, מפקדה, מרפאה, נבזות, עצמאות, תבוסנות, תקדים, תקרית, תרשים...
العصــر الحــديث
عمل المسكيليم فى عصرهم ومندلى موخير سفاريم وأحاد هاعام وبياليك فى عصرهم بشكل مباشر وغير مباشر من أجل إحياء اللغة العبرية وتحويلها الى لغة حديث بين الناس: كان الأوائل يميلون الى توسيع اللغة العبرية وتجهيز كل روافد اللغة من أجل الاستخدام فى الكتابة، ويميل المتأخرون الى خلق لغة مركبة تختلط بروافد اللغة المختلفة والمتأخرون عنهم فى محاولتهم الدؤوبة فى إخراج اللغة العبرية من الكتب والصحف الى الشارع للحديث بها بين اليهود الذين بدءوا الاستيطان فى فلسطين.
لم يتوقف الخلاف حول مصادر اللغة وروافدها التى يجب اختيارها فى تطور اللغة، فى المراحل الثلاثة أو الأربعة لإحياء اللغة العبرية فى المائة عام الأخيرة. ولم يتوقف السعى بين روافد اللغة المختلفة، لكن على الرغم من ذلك وعلى الرغم من السعى ولاصعوبات الكبيرة، أدى النشاط المتزايد والعنيد للبعض وعلى راسهم بن يهوذا وغيره من بعده ، وتغير الظروف بعد الهجرات المختلفة التى احتاجت الى لغة موحدة تربط بين المهاجرين، بدات اللغة العبرية تدريجياً وبصعوبة كبيرة تدفع اللغات الأخرى التى كانت لغات التعليم فى المدارس وبلبلة الألسن التى سادت الشوارع وتحل محل الفرنسية التى كانت لغة التعليم الأساسية فى المدارس التى أسستها جمعية "כל ישראל חברים" عام 1896، والألمانية التى كانت إحدى اللغات الرئيسية فى المدارس والتى أسستها جمعية "עזרה ליהודי גרמניה" عام 1903. لم تقتصر عملية تحويل اللغة العبرية على لغة التعليم فى المدارس وبدأ دخولها الى الشارع والحياة اليومية. من الصعوبات التى واجهت بن يهوذا وغيره بل وزادت منها: الحاجة الى مصطلحات مختلفة خاصة فى تدريس العلوم والصناعات المهنية وكذلك الكلمات اليومية مما زاد التصادم بين اللهجات المختلفة.
ومن أجل تعديل ذلك الموقف تأسس المجمع اللغوى عام 1889 بواسطة مجموعة من المثقفين فى القدس على راسهم إليعازر بن يهوذا. وضع المجمع أمامه هدفين اساسيين: تحديد مصطلحات فى المهن التعليمية المختلفة فى المدارس وفى المجالات العلمية والحياة العملية، وطريقة النطق الصحيحة والكتابة والمشكلات النحوية.
وبعد فترة توقف المجمع عن العمل، وتأسس من جديد بعد اجتماع مدرسى اللغة العبرية عام 1904. وضع المجمع الجديد أمامه أهدافاً عديدة وهى: توحيد النطق والكتابة وتحديد مصطلحات للمهن الكاملة مع الحفاظ على أسس واحدة فى وضعها. أما فيما يخص طريقة النطق فقد استمر الحوار لسنوات طويلة بل تزايد الرأى القائل بان النطق السفارادى (الشرقى) هو المطلوب وأصبح السائد فى النهاية. أما فيما يخص الكتابة الموحدة فقد اختلفت الآراء، فأيد البعض الكتابة "النحوية" أى كتابة الكلمة كما لو كانت ستشكل، واعتقد البعض أن الكتابة الكاملة هى المناسبة أكثر، أى الكتابة التى تحل فيها حروف أمهات القراءة (א ה ו י) محل التشكيل. استمر الجدل حول هذه القضية لسنوات طويلة وان كان ساد بعد قرار المدرسين فى مؤتمرهم عام 1915 أن الكتابة "النحوية" ليست السائدة فى الحياة العملية، والتى استخدمت الكتابة الكاملة وتم التصديق عليها فى مجمع اللغة الذى نشر "قواعد الكتابة بدون تشكيل" فى عام 1948، وصدقت عليها أكاديمية اللغة العبرية فى عام 1969.
حدد المجمع، لايجاد مصطلحات للمهن المختلفة، عدداً من المبادئ الأساسية: تفضيل الكلمات العبرية القديمة التى وُجدت على مر الأجيال، استخدام الكلمات الآرامية فقط فى حال عدم وجودها فى العبرية بروافدها المختلفة، الامتناع عن استخدام كلمات ليست سامية الأصل الا إذا كان لها صورة عبرية أو أنها ساء استخدامها فى اللغة. إستحداث كلمات طبقا لقواعد النحو من الجذور المستخدمة فى العهد القديم والأدب التلمودى وإن كانت غير موجودة فى العبرية. استخدام جذور بقية اللغات السامية الأخرى قبل الىرامية أو العبرية. أصدر مجمع اللغة العبرية حتى عام 1953، حيث تم استبداله بأكاديمية اللغة العبرية، عدة قواميس متخصصة فى مجالات التكنولوجيا والصناعة والإدارة ومنها قواميس للميكانيكا والطباعة الكهرباء، والزراعة والرياضيات والرياضة وغيرها. كما نشر عشرات من قوائم المصطلحات فى الطب وعلم النفس والكيمياء والأدب والفن غيرها.
أثر نشاط المجمع اللغوى، على مر السنين، على الحياة فى إسرائيل وأصبحت اللغة العبرية اللغة الرسمية، وتم التصديق على ذلك عام 1922 مع الانتداب البريطانى على فلسطين، حيث اعترف باللغة العبرية كأحدى اللغات الرسمية الثلاثة الى جانب الانجليزية والعربية.
ساهم تحول اللغة العبرية الى اللغة الرسمية للإستيطان اليهودى فى التطور السريع لها وأدت الاحتياجات القومية فى مجال الكهرباء والجيش والعلم والصناعة الى خلق آلاف المصطلحات واستيعاب آلاف المصطلحات خاصة فى اللغات الأوربية.
أكاديمية اللغة العبرية
هى المؤسسة العليا للغة، تأسست فى عام 1953 وأخذت على عاتقها أهداف مجمع اللغة العبرية الذى سبقها. دورها الرئيسى توجيه تطور اللغة العبرية ونحوها بما يوافق روح اللغة العبرية على مر الأجيال والعصور. تطبق قرارات الأكاديمية على المؤسسات التعليمية والعلمية والحكومة ووزارتها والسلطات المحلية. نشرت الأكاديمية منذ تأسيسها عشرات القواميس للمصطلحات فى مختلف المجالات، قواعد التشكيل، قواعد الكتابة الكاملة، قواعد النسخ من العبرية الى لغة أجنبية أخرى والعكس. تنشر الكاديمية الدوريات التالية:
זכרונות האקדמיה ללשון העברית (سنوية).
לשוננו (ربع سنوية).
לשוננו לעם (كتيبات فى دراسة اللغة).