اعلموا أن الدنيا دار عمل وان الاخره دار ثواب , واسعد الناس من قدم لنفسه عملا صالحا
والدهر أعدى الاعداء للانسان , فلا يغتر بمسالمته عاقل
والعقل من افضل المواهب , والجهل موجب للمعاطب , وحاجة الانسان للعقل اكثر من حاجته للمال , لان العقل
يصلح لاهل الدنيا والاخره , والمال لا يصلح الا لاهل الدنيا
وصفاء النفس بالرياضه , والسعيد من أستظهر لنفسه واعتبر بمعنى امسه . والثقه بالله تعالى أقوى أمل , والتوكل
عليه ازكى عمل ,
والطاعه حرز , والقناعه عز . والدنيا لاتصفو لشارب , ولاتبقى لصاحب , ولاتخلو من فتنه , ولاتعرى من محنه
ومن ملك الأحرار بفعاله أكمل ممن ملك الأرقاء بماله
وأقبح الاشياء بالملوك تصييرهم من كان رأسا ذنبا ومن كان ذنبا رأسا . واحق الناس بالاحسان الى الناس من أحسن
الله اليه , والخطاء في اعطاء من لايستحق أعظم من منع العطاء عمن لا يستحق
والغضب يداوى بالصمت والاضطجاع , ولاتقطن الحكمه حيث يقطن اللهو , ولاتوجد المروءه عند من لاحياء له
واشد عيوب الانسان انه لا يرى عيب نفسه ويرى عيوب الناس , ولا ينبغي للعاقل ان يفعل في السر مايستحي منه في
العلانيه . والحكمه هي طب النفس , والحكيم من كف نفسه عن الشهوات
واذا افتقر المرء فما من خلة هي للغني مما يمدح بها الا وهي مما يذم بها الفقير : فان قيل للغني انه شجاع , فيقال
للفقير انه اهوج , وان قيل للغني انه جواد , قيل للفقير انه مبذر ,وان قيل للغني انه حليم , قيل للفقير انه ضعيف ,
وان قيل للغني انه ذكي , قيل للفقير انه بليد , وان قيل للغني انه لسن , قيل للفقير انه مهذار , وان قيل للغني انه
عابد , قيل للفقير انه نصاب مرآء
وضالة الجاهل لاتوجد , ومال العالم معه حيث كان , ومحبة المال رأس كل شر وبلاء
ومن ظن ان الايام تسالمه فهو مجنون , ومن أهم بجمع الاموال فهو محزون , ومن اغتر بحمد الناس فهو مفتون
ومن طلب الاستغناء بالدنيا عن الدنيا فهو كمن طلب اللبن بالماء الاجاج
واذا رأى الانسان من يتعاطى الزهد وهو يهرب من الناس فليمل الى صحبته ورؤيته , واذا رآه يكثر من صحبة
الناس فليهرب منه , والكذب حيض وهو حيض الرجال , وكفى بالمرء توبيخا على كذبه علمه بأنه كذاب
ويعبر عن حال الانسان ماعنده من اللسان , ويخبر عما ينطوي عليه من مودة الغير أو البغض منه : العينان
وينبغي للعاقل ان ينظر وجهه كل يوم في المرآه : فان رآه حسنا فلا يشنه بقبيح يصنعه , وان رآه طبيحا فلا يجمع
على نفسه بين قبيحين , وظن العاقل كهانه , وتقوى الله عزه باقيه وجنه واقيه
وسادة الناس في الدنيا الأسخياء , وفي الآخرة الأتقياء , والصبر عن محارم الله أعظم من الصبر على عذاب الله
تعالى , وليس لما بقي من عمر المؤمن قيمه , وليس بين الدنيا والآخره الا الموت